Share

أهمية تدريب الطلاب لطب الطوارئ

كتابة: ليندا كاتريجي، فرهاد عزيز، روب روجرز

ترجمة: باسل العتيبي

مراجعة: نواف العمري 

جرت العادة أن تدريب طب الطوارئ للطلاب يبدأ خلال رابع سنه في التعليم الطبي. لكن، بعض البرامج التعليمية من الممكن أن تخصص خيارات تدريب اختياري في طب طوارئ لطلاب السنة الثالثة. سواء أردت أن تتخصص في طب الطوارئ أم لا، الدورة تعد مهمة خلال رحلة تعليمك الطبي.

 غرفة الطوارئ تعد مكانا مميزا للتعليم باختلافها عن أي مكان آخر في المستشفى. تقدم فرصا إكلينيكية لا تتوفر في أي ورش ودورات. خلال سنوات الإقامة، العديد من الأخصائيين سوف يقضون عدد لا يستهان به في مركز طب الطوارئ. وذلك من الممكن أن يكون عن طريق دورة في طب الطوارئ أو لأجل إدخال المرضى للمستشفى أو رؤيتهم لسبب خدمات طبية أو جراحية. لأجل ذلك، من المهم استيعاب طريقة و نمط قسم الطوارئ وايضا طريقة التفكير المطلوبة للعمل مع مرضى قسم الطوارئ. في هذا الفصل سوف نناقش بعض الوجوه المميزة وبعض المهارات التي تستطيع اكتسابها في دورة طب الطوارئ وايضا افضل الطرق لتكون ناجحا وتستفيد خلال الدورة. 

 مميزات فريدة في بيئة مركز طب الطوارئ 

الكمية الكبيرة و حدة الحالات في مركز الطوارئ يسببان ضغطا زمنيا ويجبر الأطباء على استعمال طرق مختلفة ومبتكرة للعلاج خلاف المعتاد عليه في أقسامٍ أخرى. 

المرضى يتدفقون بشكلٍ مستمر، بعضهم يحتاج الى تدخلات سريعة لإنقاذ حياتهم، يعني ان في اوقات عدة لا يوجد الوقت الكافي لمراجعة التاريخ الطبي أو السجلات الطبية قبل رؤية المريض. في معظم الوقت سوف تحتاج إلى تقييم المرضى دون أن تعرف أي شيء عن تاريخهم الصحي. لذلك من المهم أن تكتسب فهم للمعلومات المهمة لتجمعها من أجل كل مريض. وهذا يمكن أن يكون صعبا خاصة أن أكثر المرضى يأتون بشكوى مبهمة. بعض الأمثلة لهذه الشكاوى غير المحددة: ”ألم الصدر“و ”ألم في المعدة“، في هذه الشكاوى من الممكن أن تتراوح مسبباتها من أمور بسيطة الى أمور طارئة تهدد حياة المريض. او”ضعف“ حيث تندرج تحت هذه الشكوى اغلب الامراض التي تخطر بالبال. 

هذا المريض صاحب الشكوى المبهمة هو المريض المعتاد في مركز الطوارئ. لكن، من الممكن أن تواجههم في أية قسمٍ طبي. من المهم تعرف عملية التفكير وتطوير استراتيجية لتتمكن من التعامل مع هذا النوع من المرضى بغض النظر إن كنت تريد حياتك المهنية في طب الطوارئ أم لا. 

يلزم أطباء الطوارئ استخدام وتطوير طرق مختلفة للممارسة الطبية تميزهم عن معظم الأطباء. وذلك لأن أطباء الطوارئ يجب عليهم التفكير في أسوأ الاحتمالات لكل الشكوى الأساسية لمرضاهم ويجب عليهم أن يكونوا ملمين بالعلم و يكون باتم الأريحية مع خطة الفحوصات و العلاج لمرضاهم.

 مثال جيد لهذا هو”ألم الصدر“  يتواجد بسببه حالات لا تهدد حياة المريض في أغلب الوقت، أطباء الطوارئ يجب عليهم التفكير في الحالات الستة الخطرة لألم الصدر: متلازمة الشريان التاجي الحادة، تسلخ الأبهر ، الانصمام الرئوي، الاندحاس القلبي، انكماش الرئتين، تمزق المريء. بالإضافة إلى ذلك، أطباء الطوارئ يجب عليهم استخدام طرق تفكير مختلفة لتحديد حالة المريض أو محطته الأخيرة. في الأساس في ذلك أن طبيب الطوارئ يريد أن يتفادى إرسال مريض يحتاج رعاية طبية إلى المنزل وعكس ذلك لا يريد الاستشاري أو مسؤول الإدخال إدخال مريض لا يحتاج عنايه إلى المشفى. من الممكن أن يبدو هذا أمرا تافها لكن الفرق الذي يحدثه اختلاف طريقة التفكير من الممكن ان يؤدي الى مشاحنات بين مركز الطوارئ و خدمات الإدخال في التخصصات الأخرى (admitting services) 

التعليم في مركز الطوارئ يختلف عن معظم المراكز في المستشفى بحيث انه لا يوجد وقت محدد لأجل الجولات الرسمية، لذلك معظم التعليم يحصل بجانب سرير المريض أو في حالة تقديم الطالب أو الطبيب المقيم للحالة. في أغلب الأوقات الطبيب المعالج يختار “النقاط التعليمية” في كل حالة. كل طبيب يمتلك طرق مختلفة في التعليم، و تعليمك يكون بشكل عام بطريقة نشطة أكثر من كونه تلقين.

في النهايه، مركز الطوارئ مكان رائع لأجل طلبة الطب وأطباء السنة الأولى المقيمين ليتعلموا أخذ مسؤولية مرضاهم. الطلاب في معظم الأوقات يحصلون على مستوى أعلى من الاعتماد على الذات بالمقارنة في الدورات الأخرى. في أكثر الأوقات الطلاب سوف يحظون بفرصة رؤية المريض و تقيمه اولاً وهذا دور مهم. ومن المهم أن تتعلم التفريق بين مريض “متعب” او مريض “غير متعب” ومن النظره الأولى معرفة حاجة المريض إلى الدخول للمستشفى او العوده الى المنزل بغض النظر الى التشخيص.

مهارات مميزة لأخذها من التدريب في الطوارئ

طب الطوارئ دورة رائعة تعرضك لمختلف المرضى من جنسيات مختلفة وأمراض متنوعة. هذه المجموعة المتنوعة من المرضى والأمراض تقدم للأطباء المقيمين في الطوارئ أو للطلاب فرص مميزة لاكتساب مختلف المهارات ببراعة. المهارات تشمل: معرفة كيفية التعامل مع مرضى في حالة حرجة جدا، اكتساب مهارات إكلينيكية، قراءة الأشعة السينية و الأشعة المقطعية و إستخدام الموجات الصوتية والمزيد أيضا.  

معظم الوقت تكون منشغل بالقيام بمختلف المهام حينما يتوجب عليك التوقف عن مهامك وضع تركيزك الكامل للإهتمام بمريض في حالة حرجة جدا. هذا من الأمور المشوقة في طب الطوارئ. المرضى هؤلاء يقدمون للطلاب فرصة ممتازة للتعلم على أساسيات الإنعاش مثل العناية بمجرى الهواء و الدورة الدموية، التعرف على اسباب تدهور حالة المريض، و البدء بالعلاج المناسب. 

في حالة اختيارك لطب الطوارئ أو اختيار تخصص آخر، المرضى الذين يكونون في حالة حرجة سيكونون دائماً جزء من مرضاك. فهم الطريقة المناسبة للبدء في معالجته و جعلهم يستقرون هو جزء مهم لكونك طبيب. 

بالرغم من أن تعلم فن الإنعاش يعد أمرا أساسيا في دورة طب الطوارئ، هذه تعتبر أيضا فرصة لتعلم واكتساب المهارة في مختلف المهارات الإكلينيكية. 

سواء قررت أن تمتهن طب الأطفال، طب الباطنة، طب العظام، الجراحة العامة، أو أي تخصص آخر، دورتك في الطوارئ تعرضك لمختلف المهارات الإكلينيكية التي لها نطاق واسع كالتنبيب، وضع خط وريدي مركزي، خط شرياني في الحالات الحرجة الى إجراء البزل القطني و تعديل الكسور في الاطفال. 

يتم تعزيز الاستقلالية مع الإجراءات الإكلينيكية، و ستتاح لك الفرصة لتحسين مهاراتك وتقنياتك تحت إشراف أطباء مقيمين واستشاريون. طب الطوارئ هو تخصص عملي للغاية. يجدر بك أن تستفيد من طرق تعلم طلاب الطب والأطباء المقيمين على الإجراءات التدريبية التي تحصل في مختبرات الدمى التعليمية أو الجثث. سيعطيك هذا فرصة للتدريب و تقديم رعاية أفضل للمرضى أثناء المناوبة.

بالإضافة إلى التعرف على مجموعة واسعة من الإجراءات ، سيسمح لك تدريبك في طب الطوارئ أيضًا بإن تتعرف على مجموعة متنوعة من طرق التصوير المطلوبة في قسم الطوارئ . 

هناك قدر هائل من الأمراض الموجودة في قسم الطوارئ والتي تفسح المجال لمجموعة من التصوير.  سواء كان الأمر يتعلق بتعلم إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية السريري للمريض أو ببساطة تعلم كيفية تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي للبطن ، فإن مناوبتك في طب الطوارئ تمنحك الكثير من الفرص لتصبح بارعًا في مهارة ستحتاجها لاحقًا في حياتك المهنية.

على الرغم من أن تدريبك في قسم الطوارئ يمنحك التعرض لقدر هائل من المهارات التي ستساعدك على أن تصبح طبيباً بارعاً ، لا مهارة أهم من الرحمة والتواضع.  

كل يوم ستقابل مرضى في أسوأ يوم في حياتهم.  إن إدراك ذلك وإسعادهم وإسعاد عائلاتهم أمر بالغ الأهمية للنجاح كطبيب.  

ستصادف أيضًا مجموعة متنوعة من الأطباء الاستشاريين، بعضهم لطيف ومهني والبعض الآخر ليس كذلك.  إن وجود فهم عام بأنهم جميعًا لديهم معرفة يمكنك التعلم منها يؤهلك للنجاح في الطب.

كيف تكون ناجحًا أثناء تدريبك في طب الطوارئ 

العديد من الصفات المشتركة التي سمحت لك أن تكون ناجحًا في دورات اخرى أيضا سوف تساعدك على أن تكون ناجحًا في طب الطوارئ. من المهم أن تكون مجتهدا، مبادرا و واسع المعرفة. راقب مرضاك عن كثب، وأعد تقييمهم بشكل متكرر، وتأكد من متابعة أي نتائج، بما في ذلك المعامل والتصوير وأي توصيات من قبل الاستشاريين. تعني الجوانب الفريدة في قسم الطوارئ التي تمت مناقشتها سابقًا أن التحولات القليلة الأولى قد تكون مرهقة وتبدو عصيبة.

لكل طالب و طبيبٍ مقيم يتنقل في قسم الطوارئ، هناك منحنى تعليمي مهم مع كل مناوبة تقضيها في قسم الطوارئ، ستشعر بأن صعوبة الأمور تقل تدريجيا. 

من المهم خلال هذا الوقت أن تعرف حدودك وتميز ما تشعر تجاهه بالراحة وما لا تشعر تجاهه بالراحة. في كثير من الأحيان ستكون أول شخص يقوم بتقييم حالة المريض.  يجب أن يكون لديك حد أدنى لتنبيه أحد الأطباء المقيمين من أو طلب الحضور منهم إذا كان المريض يبدو مريضًا، أو إذا قدم المريض شكوى لا تشعر بالراحة تجاهها أو لست متأكدًا منها.

 ولكن في الوقت نفسه ، يجب أن تكون واثقًا مما تفعله. تعلم واغتنم الفرصة لتتعلم كيفية تشخيص وعلاج وإدارة حالة مريضك. وأفضل طريقة لبناء الثقة أثناء مناوبتك في طب الطوارئ هو اكتساب الخبرة والمعرفة. حاول أن تكون مبادرا في تعلم إجراءات أو علاجات جديدة بالحضور أو مساعدة الأطباء المقيمين. بالإضافة إلى ذلك ، من المهم جدًا مواصلة القراءة والدراسة.  في غرفة الطوارئ، قد ترى علم الأمراض الطبي الذي قرأت عنه فقط ويكون من المتوقع أن تعرف كيفية تشخيص هذه الأمراض وعلاجها بشكل صحيح.

 تعد مهارة التواصل الجيد أمرًا ضروريًا للطبيب في أي تخصص، و في طب الطوارئ، يعد امتلاكها مهارة ضرورية.  

ستعمل مع فريق كبير من الممرضات والفنيين والأطباء الاستشاريين والأخصائيين الاجتماعيين والمسعفين، على سبيل المثال لا الحصر.

عندما ترى مريضًا ، من الجيد التحدث مع الممرضة قبل دخول الغرفة لفهم شكوى المريض بشكل أفضل، وكذلك جمع أي معلومات تم نقلها بواسطة المسعفون.  من خلال إيصال خطة الرعاية إلى الممرضة والموظفين الداعمين ، لن تقوم فقط بتحسين رعاية المرضى وتقليل الأخطاء ، بل ستنشئ أيضًا علاقات من شأنها إثراء تجربتك في قسم الطوارئ.  في الظروف الحادة مثل تدهور حالة المريض، يعد التواصل الجيد مع الفريق بأكمله أمرًا بالغ الأهمية.  بصفتك طالبًا في الطب أو طبيبا مقيمًا، يعد هذا وقتًا رائعًا لممارسة مهارات الاتصال لديك وتحسينها في هذه الإعدادات الحادة تحت إشراف المقيمين والحضور.

ستكون مناوبتك في طب الطوارئ تجربة مثيرة وفريدة من نوعها أثناء كلية الطب وفترة الإقامة.  سواء كنت تخطط للتخصص في طب الطوارئ أم لا، ستتعلم العديد من المهارات الإجرائية ، و ستحسن طريقتك الخاصة في تشخيص المرضى وعلاجهم وستكون قادرًا على ممارسة طريقة مختلفة لاتخاذ القرارات الطبية.

للمراجع و للاستزادة، اضغط هنا